مقـالـة اليــوم : ( فــفــرّوا إلـى اللـه ) الذاريات 50
[ الخـوفُ منَ المخـلوق : هَـرَبٌ منـهُ ، و الخـوفُ منَ الخـالق : هـربٌ إلـيْه ] .
و منْ أغرب الأشـياء : أنْ تعْـرفَ الله و لا تُحـبّه ، و أنْ تعْرفَ الربْـحَ في مُعاملته ثُـمّ تُعاملُ غيْره !!!! .
إجـابةً للكـثير منَ الأسـئلة عن كيفيّـة التخلّص منَ القَلَق و الهمّ و الشعور بالإحباط ، و عن التوبـة و قبـولهـا .
للتخلّص منْ كلّ أنواع الهموم و القلَق النفسيّ ..... ، يجبُ : [ الفَـرارُ إلى الله سبحانه ] ، و لـذلك يجب معـرفة هـذه الأمـور بـدقّة :
اللــه يُحـبّ :
( إنّ اللـه يُحـبّ التوّابينَ ) البقرة 222 ، ( و اللـه يُحـبّ الصــابرينَ ) آل عمران 146 ، ( إنّ اللـه يُحـبّ المُتوكّـلينَ ) آل عمران 159 .
لذلك لا خوْفٌ على [ التـوّابينَ و الصـابرين و المُتوكّليْن ] ، لأنّ الله [ يُـحـبّهُـم ] .
التـوكّـلُ على اللـه :
إنّ [ التـوكّل ] على الله ، هوَ طـريقُ السَـعادة الكـاملة ، و هـوَ طـريقُ الحـلّ لجميع مشاكل الحياة ، لقولـه تعالى : ( و مَـنْ يتوكّـلْ على اللـه ، فهُـوَ حَـسْبُـهُ ) الطلاق 3 ، أيْ : أنّ الله سيكفيه عن كلّ الناس .
و [ التـوكّلُ ] على الله سـبحانه ، يُنجـي منَ الطـاقة السلبيّة و الخوْفُ و التخبّط الذي يُسـبّبه [ إبليْس ] للنـاس ، لقولـه تعالى : ( إنّـهُ ليْسَ لـهُ سُـلْطـانٌ ، على الذينَ آمـنوا و على ربّهـمْ - يتوكّـلون - ) النحل 99 ، و التخلّص منَ الشيطان يُخلّصُ منَ [ الخوفُ و التخبّط و الفقْـر ] ، لقوله تعالى : ( ذلكُـمُ الشيْطـان يُخـوّفُ أوليـاؤه ) آل عمرا 175 ، ( يتخبّطُـهُ الشـيطـانُ منَ المتسّ ) البقرة 275 ، ( الشيطانُ يعِدُكُمُ الفقْـر ) البقرة 268 .
الفَــرارُ إلـى الرسول :
بعْدَ الفَـرار إلى الله ، لا بُـدّ منَ الفَـرار إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعيْن ، و خـاصّةً منْ أجْـل [ الإسـتغفار ] في حضـرته الشريفة ، لأنّ الله سُـبحانه [ أكّـد ] قبول التوبة ، و أكّـد المغفرة لمَـنْ يـأتي الرسول كيْ يسـتغْفر : ( و لـوْ أنّـهُـمْ إذْ ظـلمـوا أنفُسَـهُم - جــاؤوكَ - فاسـتغْفروا اللهَ و اسْـتغْفَرَ لهُـمُ الرسُـولُ ، لـوجـدوا اللـّهَ تـوّابـاً رحـيماً ) النساء 64 .
طـاقـة المـلائـكة :
منْ أجْل أن يبقى المـلائكة الكرام ، محيطون بالإنسـان بشكْل دائم ، لبعْث الفَـرَح و السُـرور و الاطـمئنان فيه ، على الإنسـان تحقيق أمْـريْن فقـط [ الإيمـان + الاسـتقامة ] ، لقولـه تعالى : ( إنّ الذينَ قـالوا ربّـنـا اللّـهُ ثـمّ اسْـتقامـوا ، تَـتَــنــزّلُ عليهـمُ المـلائكة : ألاّ تخـافوا و لا تـحـزنـوا ) فصّلت 30 ، ( إنّ الذينَ قـالوا ربّـنـا اللّـهُ ثـمّ اسْـتقامـوا ، فَـلا خَـوْفٌ عليْهم و لا هُـمْ يحـزنـون ) الأحقاف 13 .
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه ، قُلْتُ يا رسول الله قُل لي قولاً لا أسْـالُ عليْه أحداً بعْدَك ، قالَ : [ قُلْ آمنْتُ بالله ثُـمّ اسْـتقمْ ] رواه الإمام البخاري برقم 26 و الإمام مسلم برقم 83 ، فصلّى الله و سلّم على صاحب الخُلُق العظيم .
لـذلك :
( فَـفِــرّوا إلى اللّـه ، إنّـي لكُـمْ منـهُ نـذيرٌ مُــبيْنٌ ) الذاريات 50
أرجـو منَ الله تعالى أنْ يتقبّل منكُـم صـالح أعمـالكُم و أن يتجاوَزَ عن خطـاياكُـم في هذه الأيّـام المُباركة ، و أن يمنحكُـم فَـرَح العيـد في كلّ لحظـات حيـاتكُم ، مع خالص شكري و تقديري و احترامي لكم لتعليقاتكم الكريمة ، و بارك الله بكم و عليكم و تفضّلوا بقبول أسمى آيات المحبة و الاحترام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن التعامل مع النفس